مقالة
البعثة النبوية قراءة في نهج البلاغة
الحمد لله ربِّ العالمين حمدًا كثيرًا كما يستحقُّه وكما هو أهله، والصلاة والسلام على خير خلقه محمَّد وآله الطاهرين...
البعثة في المفهوم اللغوي تدلُّ على الإِرسالُ والتوجيه، وأمَّا على مستوى الاصطلاح فيمكن أن نُعرِّفها بإرسال الأنبياء من لدن الله تعالى إلى الناس من أجل دعوتهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، وهدايتهم إلى سبل التكامل والارتقاء بهم إلى الهدف الأسمى الذي خلق الله تعالى الإنسان من أجله .
وفي هذه المناسبة سنعمل على قراءة مفهوم البعثة النبوية في كلمات أمير المؤمنين(ع) عن طريق مدونة كتاب نهج البلاغة، وذلك عبر جملةٍ من المحاور بما يسمح به مقام هذه المقالة، وعلى الشكل الآتي:
*أولًا: الحكمة من بعثة النبي
في البدء لابدَّ من بيان الحكمة التي من أجلها بعث الله تعالى نبيَّه الكريم إلى النَّاس على الرغم من علمه السابق بحال من يؤمن ومن يكفر، وقد بيَّن ذلك أمير المؤمنين(ع) بجملة من الأقوال منها قول: (فَبَعَثَ اللهُ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ لِيُخْرِجَ عِبَادَهُ مِنْ عِبَادَةِ الأوْثَانِ إِلَى عِبَادَتِهِ، وَمِنْ طَاعَةِ الشَّيْطَانِ إِلَى طَاعَتِهِ، بِقُرْآن قَدْ بَيَّنَهُ وَأَحْكَمَهُ، لِيَعْلَمَ الْعِبَادُ رَبَّهُمْ إِذْ جَهِلُوهُ، وَلِيُقِرُّوا بِهِ بَعْدَ إِذْ جَحَدُوهُ، وَلِيُثْبِتُوهُ بَعْدَ إِذْ أَنْكَرُوهُ). فأمير المؤمنين(ع) يُبيِّن للنَّاس العلَّة التي من أجلها بعث الله تعالى نبيَّه الكريم، وهي تحرير الإنسان من عبادة الأصنام، ومن طاعة الشيطان، إلى عبادة الرحمن الخالق العظيم، وقد زوَّده بمعجزةٍ لا سبيل لمعارضتها بمثلها وهو القرآن الكريم؛ ليعضِّد به دعوة الرَّسول، وليكون شاهدًا على صدقه ومصدِّقًا لدعوته، وفي نصٍّ آخر يقول أمير المؤمنين(ع) في بيان العلة من البعثة فيقول: (وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، أرْسَلَهُ بِالدِّينِ المشْهُورِ، وَالعَلَمِ المأْثُورِ، وَالكِتَابِ المسْطُورِ، وَالنُّورِ السَّاطِعِ، وَالضِّيَاءِ اللاَّمِعِ، وَالاَمْرِ الصَّادِعِ، إزَاحَةً لِلشُّبُهَاتِ، وَاحْتِجَاجاً بِالبَيِّنَاتِ، وَتَحْذِيراً بِالآيَاتِ، وَتَخْويفاً بِالمَثُلاَتِ).
*ثانيًا: كيفية اختيار الأنبياء
اختار الله تعالى أنبياءه على وفق معطياتٍ استحقُّوها بفعل ما لديم من استعداداتٍ تحصَّلوا عليها بفعل الطاعة التي أبدوها لله تعالى، وقد أشار أمير المؤمنين(ع) إلى شيء من هذا المعنى بقوله: (وَاصْطَفى سُبْحَانَهُ مِنْ وَلَدَهِ أَنْبيَاءَ أَخَذَ عَلَى الْوَحْيِ مِيثَاقَهُمْ، وَعَلَى تَبْليغِ الرِّسَالَةِ أَمَانَتَهُمْ، لَمَّا بَدَّلَ أَكْثَرُ خَلْقِهِ عَهْدَ اللهِ إِلَيْهِمْ... رُسُلٌ لا تُقَصِّرُ بِهِمْ قِلَّةُ عَدَدِهِمْ، وَلاَ كَثْرَةُ المُكَذِّبِينَ لَهُمْ: مِنْ سَابِق سُمِّيَ لَهُ مَنْ بَعْدَهُ، أَوْ غَابِر عَرَّفَهُ مَنْ قَبْلَهُ، عَلَى ذْلِكَ نَسَلَتِ القُرُونُ، وَمَضَتِ الدُّهُورُ، وَسَلَفَتِ الاْباءُ، وَخَلَفَتِ الأبْنَاءُ).
يعود الضمير في ولده إلى آدم(ع)، والإشارة بآدم إلى النوع الإنساني، أمَّا سبب اصطفاء اللَّه للأنبياء فيعود إلى إفاضة الكمال النبويِّ عليهم بحسب ما وهبت لهم العناية الإلهيَّة من القبول والاستعداد، وأخذه على الوحي ميثاقهم وعلى تبليغ الرسالة أمانتهم هو حكم الحكمة الإلهيَّة عليهم بالقوَّة على ما كلَّفوا به من ضبط الوحي في ألواح قواهم، وجذب سائر النفوس الناقصة إلى جناب عزَّته بحسب ما أفاضهم من القوَّة على ذلك الاستعداد له، وما منحهم من الكمال الَّذي يقتدرون معه على تكميل الناقصين من أبناء نوعهم.
*ثالثًا: حال العرب قبل البعثة النبوية
كشف أمير المؤمنين(ع) حال العرب قبل بعثة النبي محمد(ص) بجملة من الكلمات وفي حوادث متعدِّدة، ومن جملة ما قال بهذا الصدد قوله: (إنَّ اللهَ سُبحانَه بَعَثَ مُحَمَّداً(ص)، وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الْعَرَبِ يَقْرَأُ كِتَاباً، وَلاَ يَدَّعِي نُبُوَّةً) ، وفي هذا النَّص يخبرنا أمير المؤمنين(ع) بأنَّ العرب كانوا قبل بعثة النبي محمَّد(ص) لم يكن عندهم (كتابٌ سماويٌ صحيحٌ؛ فإنَّ الكتب السماوية كانت قد حُرِّفت، كما قال سبحانه ﴿يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ﴾ [النساء: 46] (وَلاَ يَدَّعِي نُبُوَّةً)، وهذا كناية عن عدم وجود نبي مرشد بين العرب فلم يكونوا يهتدون سبيلًا، إذ الحق يظهر إمَّا بالكتاب أو بالنبي، وقد فقدت العرب كليهما) ، ومن وصفه لحال العرب قبل البعثة قوله(ع): (وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَنَجِيبُهُ وَصَفْوَتُهُ، لاَ يُؤَازَى فَضْلُهُ، وَلاَ يُجْبَرُ فَقْدُهُ، أَضَاءَتْ بِهِ الْبِلاَدُ بَعْدَ الضَّلاَلَةِ الْمُظْلِمَةِ، وَالْجَهَالَةِ الْغَالِبَةِ، وَالْجَفْوَةِ الْجَافِيَةِ، وَالنَّاسُ يَسْتَحلُّونَ الْحَرِيمَ، وَيَسْتَذِلُّونَ الْحَكِيمَ، يَحْيَوْنَ عَلَى فَتْرَة، وَيَمُوتُونَ عَلَى كَفْرَةِ) ، وفي هذا النَّص يُبيِّن أمير المؤمنين(ع) ما كان عليه العرب من الغلظة، وما كانوا عليه من قساوة القلوب وسفك الدماء، فضلًا عن استحلالهم للحريم واستذلالهم للحكيم، فهم كانوا يستذلون من عقل منهم وحلم عن الغارة والنهب وإثارة الفتن، وهكذا شخص ينسبونه إلى الجبن والضعف، وأمَّا قوله: (يَحْيَوْنَ عَلَى فَتْرَة) فعلى معنى أنَّهم كانوا يعشون على حالة انقطاع الوحي والرسل، ويموتون على كفرة لعدم وجود الهادي لهم وأيضًا من جملة ما أشار به أمير المؤمنين(ع) في بيانه لحال العرب قبل البعثة قوله: (بَعَثَهُ حِينَ لاَ عَلَمٌ قَائِمٌ، وَلاَ مَنَارٌ سَاطِعٌ، وَلاَ مَنْهَجٌ وَاضِحٌ)، وقوله أيضًا: (وَأهْلُ الأرْضِ يَوْمَئِذ مِلَلٌ مُتَفَرِّقَةٌ، وَأَهْوَاءٌ مُنْتَشِرَةٌ، وَطَرَائِقُ مُتَشَتِّتَةٌ، بَيْنَ مُشَبِّه للهِ بِخَلْقِهِ، أَوْ مُلْحِد في اسْمِهِ، أَوْ مُشِير إِلَى غَيْرهِ) ، ومن أجلى المصاديق في بيان حال العرب قبل البعثة قوله(ع): (إِنَّ اللهَ سُبحانَه بَعَثَ مُحَمَّداً نَذِيراً لِلْعَالَمِينَ، وَأَمِيناً عَلَى التَّنْزِيلِ، وَأَنْتُمْ مَعْشَرَ العَرَبِ عَلَى شَرِّ دِين، وَفِي شَرِّ دَار، مُنِيخُونَ بَيْنَ حِجارَة خُشْن، وَحَيَّات صُمٍّ، تشْرَبُونَ الكَدِرَ، وَتَأْكُلُونَ الجَشِبَ، وَتَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ، وَتَقْطَعُونَ أَرْحَامَكُمْ، الأصْنَامُ فِيكُمْ مَنْصُوبَةٌ، وَالآثَامُ بِكُمْ مَعْصُوبَةٌ).
*رابعًا: حال العرب بعد البعثة النبويَّة
فيما سبق كان الكلام بخصوص بيان حال العرب قبل البعثة النبويَّة والآن الكلام عن العرب بعد البعثة النبويَّة، وكيف أصبح حالهم بعد أن أصبح رسول الله(ص) فيهم منذرًا وداعيًا إلى الله تعالى . وهذا الأمر بيَّنه أمير المؤمنين(ع) بجملة من الحوادث والنصوص، ومنها قوله: (أمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ بَعَثَ مُحَمَّداً(ص)... فَقَاتَلَ بِمَنْ أطَاعَهُ مَنْ عَصَاهُ، يَسُوقُهُم إِلَى مَنْجَاتِهِمْ، وَيُبَادِرُ بِهِمُ السَّاعَةَ أَنْ تَنْزِلَ بِهِمْ، يَحْسَرُ الْحَسَيرُ، وَيَقِفُ الْكَسِيرُ فَيُقِيمُ عَلَيْهِ حَتَّى يُلْحِقَهُ غَايَتَهُ، إِلاَّ هَالِكاً لاَ خَيْرَ فِيهِ، حَتَّى أَرَاهُمْ مَنْجَاتَهُمْ وَبَوَّأَهُمْ مَحَلَّتَهُمْ، فَاسْتَدَارَتْ رَحَاهُمْ، وَاسْتَقَامَتْ قَنَاتُهُمْ)، فأمير المؤمنين(ع) يُبيِّن دور النبي محمد(ص) في دعوة النَّاس إلى التوحيد وإلى سبيل منجاتهم، وقد بذل في ذلك كلَّ جهده ولم يدَّخر منه شيئًا فقاتل بمن أطاعه من عصى الله تعالى حتَّى استقامت له الأمور، وأصبحت كلمة الله هي العليا، وفي هذا المعنى يقول أمير المؤمنين(ع) في نصٍّ آخر: (إنَّ اللهَ سُبحانَه بَعَثَ مُحَمَّداً(ص)... فَسَاقَ النَّاسَ حَتَّى بَوَّأَهُمْ مَحَلَّتَهُمْ، وَبَلَّغَهُمْ مَنْجَاتَهُمْ، فَاسْتَقَامَتْ قَنَاتُهُمْ، وَاطْمَأَنَّتْ صِفَاتُهُمْ) .
*خامسًا: دور أمير المؤمنين عليٍّ في البعثة
لقد جاهد أمير المؤمنين(ع) في سبيل إعلاء كلمة التوحيد جهادًا لا يُدانيه جهادٌ ما خلا جهاد رسول الله(ص)، وقد أشار إلى هذا بصريح العبارة في قوله(ع): (وَايْمُ اللهِ، لَقَدْ كُنْتُ مِنْ سَاقَتِهَا حَتَّى تَوَلَّتْ بِحَذَافِيرِهَا، وَاسْتَوْسَقَتْ فِي قِيَادِهَا، مَا ضَعُفْتُ، وَلاَ جَبُنْتُ، وَلاَ خُنْتُ، وَلاَ وَهَنْتُ، وَايْمُ اللهِ، لأبْقُرَنَّ الْبَاطِلَ حَتَّى أُخْرِجَ الْحَقَّ مِنْ خَاصِرَتِهِ) ، يُقسم أمير المؤمنين(ع) في هذا النَّص على أنَّه ساقها، وهذا الضمير المؤنث يرجع إلى غير مذكور لفظا، والمراد الجاهلية، كأنَّه جعلها مثل كتيبة مصادمة لكتيبة الإسلام، وجعل نفسه من الحاملين عليها بسيفه، حتَّى فرت وأدبرت، واتبعها يسوقها سوقًا، وهي مولية بين يديه، (حَتَّى تَوَلَّتْ بِحَذَافِيرِهَا)، أي كلها عن آخرها، ثمَّ أتى بضميرٍ آخر إلى غير مذكور لفظًا، وهو قوله: (وَاسْتَوْسَقَتْ فِي قِيَادِهَا)، يعنى الملة الإسلامية أو الدعوة، أو ما يجرى هذا المجرى . واستوسقت: اجتمعت، والمعنى أنَّه لمَّا ولَّت تلك الدعوة الجاهلية استوسقت هذه في قيادها كما تستوسق الإبل المقودة إلى أعطانها . ثمَّ أقسم أنَّه ما ضعف يومئذٍ ولا وهن ولا جبن ولا خان، وليبقرن الباطل الآن حتَّى يخرج الحقُّ من خاصرته، كأنه جعل الباطل كالشيء المشتمل على الحقِّ غالبًا عليه، ومحيطًا به، فإذا بُقر ظهر الحق الكامن فيه.
*سادسًا: حال المسلمين بعد رحيل النبيِّ
وفي هذا المحور يُبيِّن أمير المؤمنين(ع) حال المسلمين بعد رحيل النبيِّ محمَّد(ص)، على الرَّغم من أنَّه أرشدهم إلى طريق الحقِّ والصواب بعده، وفي هذا المعنى يقول أمير المؤمنين(ع): (ثُمَّ اخْتَارَ سُبْحَانَهُ لِمحَمَّد(ص) لِقَاءَهُ، وَرَضِيَ لَهُ مَا عِنْدَهُ، فَأَكْرَمَهُ عَنْ دَارِ الدُّنْيَا، وَرَغِبَ بِهَ عَنْ مُقَارَنَةِ البَلْوَى، فَقَبَضَهُ إِلَيْهِ كَرِيماً، وَخَلَّفَ فِيكُمْ مَا خَلَّفَتِ الأنْبيَاءُ في أُمَمِها، إذْ لَم يَتْرُكُوهُمْ هَمَلاً، بِغَيْر طَريق واضِح، ولاَ عَلَم قَائِم). ومع ذلك فإنَّ المسلمين اختلفوا بعد رسول الله(ص) حتَّى وصلوا إلى النزاع فيما بينهم من أجل السلطة والحكم فنازعوا الحقَّ أهله وحاربوا صاحب الخلافة الحقَّة، وفي هذا المعنى يقول أمير المؤمنين(ع): (وأَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ بَعَثَ مُحَمَّداً(ص) نَذِيراً لِلْعَالَمِينَ، وَمُهَيْمِناً عَلَى الْمُرْسَلِينَ، فلمَّا مَضى(ص) تنَازَعَ الْمُسْلِمُونَ الأمْرَ مِنْ بَعْدِهِ، فَوَ اللهِ مَا كَانَ يُلْقَى فِي رُوعِي، وَلاَ يَخْطُرُ بِبَالِي، أَنَّ الْعَرَبَ تُزْعِجُ هذَا الأمْرَ مِنْ بَعْدِهِ(ص) عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، وَلاَ أَنَّهُمْ مُنَحُّوهُ عَنِّي مِنْ بَعْدِهِ! فَمَا رَاعَنِي إِلاَّ انْثِيَالُ النَّاسِ عَلَى فُلاَن يُبَايِعُونَهُ، فَأَمْسَكْتُ يَدِي حَتَّى رَأيْتُ رَاجِعَةَ النَّاسِ قَدْ رَجَعَتْ عَنِ الإِسْلاَمِ، يَدْعُونَ إِلَى مَحْقِ دِينِ مُحَمَّد(ص) فَخَشِيتُ إِنْ لَمْ أَنْصُرِ الإسْلاَمَ أَهْلَهُ أَنْ أَرَى فِيهِ ثَلْماً أَوْ هَدْماً، تَكُونُ الْمُصِيبَةُ بِهِ عَلَيَّ أَعْظَمَ مِنْ فَوْتِ وِلاَيَتِكُمُ الَّتِي إِنَّمَا هِيَ مَتَاعُ أَيَّام قَلاَئِلَ، يَزُولُ مِنْهَا مَا كَانَ، كَمَا يَزُولُ السَّرَابُ، أَوْ كَمَا يَتَقَشَّعُ السَّحَابُ، فَنَهَضْتُ فِي تِلْكَ الأحْدَاثِ حَتَّى زَاحَ الْبَاطِلُ وَزَهَقَ، وَاطْمَأَنَّ الدِّينُ وَتَنَهْنَهَ).
وممَّا تقدَّم يظهر جليًّا أثر النبيِّ محمَّدٍ(ص) في العرب وفضله عليهم، فقد أخرجهم من الظلمات إلى النور، وجعلهم أمَّةً قوَّية تهابها الأمم بعد أن كانوا مشردِّين يقتلون بعضهم بعضًا، ولمَّا رحل عن عالم الدُّنيا حاربوا أهله وأخذوا الخلافة منهم بلا حقٍّ ولا وجهٍ من الصواب، وقد كان النبي(ص) قد أوصاهم من ذي قبل بمن يأتمرون وجعل لهم وصيَّه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع) إلَّا أنَّهم خالفوه وخالفوا الله من قبل وراحوا يُبايعون غيره ناكرين وصيَّة رسولهم، وبذلك قابلوا إحسان نبيِّهم بالعصيان والطغيان . اللهمَّ اجعلنا ممَّن يتَّبع الحقَّ ولا يعصي الرسول، وممَّن يوالي من نصَّبهم رسول الله بعده، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين والصلاة على خير المرسلين محمَّد وآله الطاهرين.
المصدر: موقع مؤسسة علوم نهج البلاغة الإلکتروني