باراچنار، المدينة التي عانت مرارًا وتكرارًا، تعيش اليوم في حزن عميق. العملية الإرهابية الأخيرة التي أودت بحياة عدد من الأبرياء من الشيعة في هذه المنطقة، هي جريمة جديدة في سلسلة طويلة من الظلم الذي يتعرض له هذا المجتمع المظلوم منذ سنوات.
الشيعة في باراچنار ليسوا ضحايا للإرهاب فحسب، بل هم أيضًا ضحايا الصمت والتجاهل الرسمي. في كل مرة تُراق دماء الأبرياء في شوارع هذه المدينة، تُخنق صرخاتهم للمظلومية وسط صخب السياسة وعدم الفعل الحكومي. هذا الصمت يُشجع على تكرار الجريمة ضد هذا المجتمع، الذي لا ذنب له سوى انتمائه المذهبي.
تتحمل حكومة باكستان مسؤولية تاريخية وأخلاقية تجاه هذه الجرائم المروعة. تأمين الأمن وحماية المواطنين هو واجبها الأساسي، وأي تقصير في هذا المجال يُضعف ثقة الشعب ويُشجع على تكرار هذه المآسي. يجب تحديد هوية مرتكبي هذه الجريمة ومعاقبتهم بأشد العقوبات، لردع أي جماعة أو فرد عن تهديد أمن وسلامة المواطنين. لكن معاقبة الجناة ليس كافيًا. يجب على حكومة باكستان أن تُنفذ خطة شاملة لمكافحة الإرهاب والتطرف، تتضمن إجراءات أمنية وثقافية وتعليمية، للقضاء على جذور هذه الآفة.
الشيعة في باراچنار مثالٌ حيٌّ على الصبر والصمود في وجه الظلم. يجب على العالم الإسلامي، وخاصة المسلمين في الدول الأخرى، أن يسمعوا صرخاتهم وأن يدافعوا عنهم. الدفاع عن المظلوم واجب ديني وإنساني مقدس. باراچنار، هذه المدينة المنكوبة، تحتاج إلى التعاطف والدعم الدولي. يجب أن تتحول دماء شهدائها إلى ماء يُطفئ نار الإرهاب والتطرف. هذه مسؤولية تقع على عاتقنا جميعًا.