printlogo


printlogo


کلمة رئیس التحریر
قصةٌ أيقظت التاريخ

 إنّ التاريخ أحيانًا يحمل بين طيّاته لحظاتٍ خالدة، لحظاتٍ تُشعّ كالمصابيح المضيئة في ظلمات الحياة، لتُرشد دروب البشر وتكون شاهدًا على انتصار الحقّ والإرادة. وأحيانًا، تُكتب قصصٌ ليست فقط سطورًا عن الألم والمعاناة، بل هي حكاياتٌ عن انتصار الإيمان على الطغيان، وصمود الحقّ في وجه الظلم. واليوم، إحدى هذه القصص تُكتب في أرض غزة الجريحة؛ قصة أبطالها أناسٌ بأيدٍ خالية، لكن بقلوبٍ مفعمة بالأمل.
قال قائد الثورة الحكيم، بكلماتٍ أيقظت الأرواح: "اليوم أدرك العالم أنّ صبر أهل غزة وصمود المقاومة الفلسطينية أجبر الكيان الصهيوني على التراجع. وفي الكتب سيُكتب أنّ جماعة من الصهاينة ارتكبوا أبشع الجرائم، وقتلوا آلاف النساء والأطفال، وفي النهاية انهزموا."
نعم، إنها قصةٌ مذهلة، قصةٌ عن الإيمان والصمود. عن شعبٍ واجه القصف والدمار والجرائم الوحشية دون أن ينحني، وأثبت للعالم أنّ القوة الحقيقية لا تكمن في السلاح والجيوش، بل في القلوب التي تؤمن بالحقّ والعدل. اليوم، يقف الكيان الصهيوني بكل جبروته الظاهري عاجزًا أمام إرادة الشعب الفلسطيني. إنها حقيقةٌ تتجلّى يومًا بعد يوم، بأنّ هذا الشعب المقاوم بصبره وثباته قد أذهل العالم، وأثبت أنّ الظلم مهما طال أمده، لا يدوم، وأنّ كلّ طاغٍ مهما بلغت قوته، لن ينجو من عدالة السماء. سيأتي يومٌ تُخلّد فيه هذه الصلابة في صفحات التاريخ، كدرسٍ خالد للأجيال. سيُكتب كيف أنّ أمةً مظلومة، بأيدٍ خالية وقلوبٍ طافحة بالإيمان، انتصرت على الظلم، وأيقظت الضمير الإنساني.
واليوم، بينما تُكتب حكاية المقاومة الفلسطينية، نحن أيضًا مسؤولون. مسؤولون عن إيصال هذه القصة إلى أسماع العالم  وإلى أجيال المستقبل. مسؤولون عن الوقوف بجانب هذا الشعب، وعن أن نكون صوتًا للحقّ الذي ينادون به. إنها ليست نهاية الطريق، بل بداية فصلٍ جديد؛ فصلٌ تشرق فيه شمس الحقيقة على ظلام الباطل، ويذوق فيه العالم طعم العدالة.