printlogo


printlogo


کلمة رئیس التحریر
تضحيات عيد الأضحى ومعاناة أطفال غزة

عيد الأضحى هو عيد الفداء والتضحية، عيد الذكرى الخالدة لقصة إبراهيم الخليل؟ع؟ وابنه إسماعيل؟ع؟، حيث قدّم الإنسان أعظم مثال على الطاعة والاحتساب في سبيل الله. هذه القصة ليست مجرد حدث تاريخي، بل هي مدرسة تعلمنا معنى التخلي عن الأنانية وتقديم الذات في سبيل الحق والعدالة.
في جوهر هذا العيد تكمن دعوة سامية للتخلص من الماديات والانكباب على القيم الإنسانية العظيمة، مثل الرحمة، العطاء، والصبر. ذبح الأضحية رمز للتضحية بالنفس والمصالح الخاصة من أجل المصلحة العامة والرضا الإلهي.
لكن هذا العام، ونحن نحتفل بعيد الأضحى، لا يمكننا أن نغفل عن واقع غزة المرير، حيث يعيش الأطفال والشعب الفلسطيني مأساة لا توصف، إذ يُضحّى بهم يوميًا في صراع لا رحمة فيه. ما يحدث في غزة هو صورة معاصرة لتضحيات قاسية، لكنها هذه المرة ليست طوعية، بل فرضتها قسوة الحصار والحرب الظالمة.
عندما نتأمل في معاناة أطفال غزة، نجد أن عيد الأضحى يحمل لنا رسالة أعمق: التضحية الحقيقية ليست فقط في الذبح الجسدي، بل في التضحية بالصمت واللامبالاة أمام ظلم الآخرين. إنّهم يُضحّون بحياتهم وطفولتهم، ونحن مدعوون لنقف معهم، أن نكون صوتهم ونبذل ما نستطيع من أجل إنقاذهم.
في هذا العيد، دعونا نتذكر أن التضحية تعني كذلك التضامن والرحمة والعمل من أجل العدالة والسلام، وأنّ أبسط فعل إنساني يمكن أن يساهم في تخفيف ألمهم هو التعبير عن موقف واضح وصادق تجاه الظلم.
عيد الأضحى هو أكثر من مناسبة؛ إنه دعوة متجددة للإنسانية كي تتخطى حدود الذات، وتتخذ من فداء إبراهيم نموذجًا للوقوف مع المظلومين، فحقًا، ما يجري في غزة هو اختبار حي لأخلاقنا وإيماننا.