printlogo


printlogo


کلمات للحیاة
اللسان ترجمان القلب

إنَّ اللّسان ترجمان القلب، والكاشف عمّا يختزنه المرءُ في صدره وفؤاده، وهو المعبّر عن هويّة الإنسان وشخصيّته، و"المَرْءُ مَخْبُوْءٌ تَحْتَ لِسَانِهِ"، فعقل المرء وفضلُهُ مستورٌ ومخفيٌّ تحت لسانه، إذا تكلّم وتحرّك لسانُهُ انكشف وعُرف، ولهذا لا ينبغي له إلا أن يتكلّم بعلمٍ وخير وصلاح وإلا كان اللّسان سَبُعاً إن أطلقَهُ صاحبُهُ أكلَهُ وافترسه، فعن أمير المؤمنين(ع) في وصيّته لابنه محمّد ابن الحنفيّة: "مَا خَلَقَ الله عَزَّ وَجَلَّ شَيْئاً أَحْسَنَ مِنَ الْكَلَامِ وَلَا أَقْبَحَ مِنْهُ، بِالْكَلَامِ ابْيَضَّتِ الْوُجُوهُ وَبِالْكَلَامِ اسْوَدَّتِ الْوُجُوهُ، وَاعْلَمْ أَنَّ الْكَلَامَ‏ في وَثَاقِكَ مَا لَمْ تَتَكَلَّمْ بِهِ فَإِذَا تَكَلَّمْتَ بِهِ صِرْتَ فِي وَثَاقِهِ فَاخْزُنْ لِسَانَكَ كَمَا تَخْزُنُ ذَهَبَكَ وَوَرِقَكَ فَإِنَّ اللِّسَانَ كَلْبٌ عَقُورٌ، فَإِنْ أَنْتَ خَلَّيْتَهُ عَقَرَ، وَرُبَّ كَلِمَةٍ سَلَبَتْ نِعْمَةً، مَنْ سَيَّبَ عِذَارَهُ قَادَهُ إِلَى كُلِّ كَرِيهَةٍ وَفَضِيحَةٍ ثُمَّ لَمْ يَخْلُصْ مِنْ دَهْرِهِ إِلَّا عَلَى مَقْتٍ مِنَ اللهِ وَذَمٍّ مِنَ النَّاسِ".
 وينقل لنا التأريخ أنَّ بعض أصحاب رسول الله(ص) كان يضع حصاةً في فمه، فإذا أراد أن يتكلّم بما علم أنَّ لله فيه رضا أخرجها، وإلّا بقي خازناً لسانه صامتاً، فلسانُ السوء واللغو والرذيلة جديرٌ به أن يُسجن ويُحبس ويُغلق عليه، وفي هذا يقول أمير المؤمنين(ع): "مَاْ مِنْ شَيءٍ أَحَقّ بِطُوْلِ الحَبْسِ مِنَ اللِّسَانِ وَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ حَجَبَ اللهُ اللِّسَانَ بِأَرْبَعَةِ مَصَارِيْع لِكَثْرَةِ ضَرَرِهِ، الشْفَتَانِ مِصْرَاعَان، وَالأَسْنَان مِصْرَاعَان، وَمَعْ هَذَا انْظُر إِلَى فِعْلِهِ وَحَذِّر نَفْسَكَ مِنْ شُرُوْرِهِ"
المصدر: وصایا الأوصیاء، ص 67