printlogo


printlogo


کلمة المحرّر
الحزن الحلو
الحصیلة المشئومة للأفكار المرعبة والنظرات الحاقدة کانت هي تدمیر إحدی أقدس الأماكن الدينية الشيعية في مقبرة البقيع التاريخية في الثامن من شوال عام 1344 ه.. طبعا، لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تخرج فيها أيدي أعداء الإسلام الحقيقيين من أكمام الأفكار الرجعية للوهابيين وتخلق مشاهد دموية مؤسفة، فقد قام الوهابیون متسندا إلی فتوی 15 من الفقهاء الوهابيين البارزين المتحجرین بتدمير أضرحة الأئمة الشيعة ومقابر أخرى للبقیع الذي کان مورد إهتمام للنبي محمد(ص) في زمن حیاته. ویحتضن جثمان العديد من الصحابة والأتباع، فضلا عن الأئمة الأربعة للشیعة.

وتحت سیطرة هذه الرؤی الردیئة والتراجعیة للوهابیة، الزائر للبقیع حینما یحضر هناک، علیه أن يكتم غضبه، ويحبس أنفاسه في صدره، ولا يترك ينبوع دموعه يغلي، ويسكب نیران مراثيه في تنور قلبه ويحرق قطع من كبده فيها حتی تصیر رمادا، ویحاول لستر ارتعاد فرائصه من شدة الحزن من عیون الأعداء المملوءة بالحقد والحسد، ويلخص كل حبه وعاطفته في نظرة حزينة ويقدمها لأئمته(ع). 
وما أصعب أن تری هذا القدر من الازدراء والاحتقار تجاه هذه المراقد والأضرحة المطهرة وأن تختم علی لسانک وفمک ولم تقل شیئا، وماأزعج ألّا تستطيع أن تروي عطشك لحب هؤلاء باحتضان تراب قبورهم المطهرة!
لكن رغم كل هذا، فإن السبب الأساسي لبقاء واستمرار حرارة محبة هؤلاء الأئمة(ع) في نفوس الشيعة -منذ البداية- هو معرفتهم ووعیهم لمكانة هؤلاء النبلاء وكرامتهم عند الله سبحانه وتعالی، سواء أقيمت أضرحة على قبورهم المقدسة أم لا. الأمر الذي لا شك فيه، هو أن ما تکون شوكاً في عيون الأعداء هو أصل وجود هذا النسب النبيل الذي لا يفسد وجوده النقي بأي قبح، وقد طهر من كل عيب لأن الله سبحانه وتعالی یرید أن یذهب عنهم الرجس ویطهرهم تطهیرا. 
منذ بدء تدمير البقيع بأيدي المتعصبين المتحجرين ومنعهم الشیعة من الحضور في البقیع، شعر الشيعة بحزن حلو في كيانه، یسبب توطید العلاقة بینه وبین أئمته(ع).