printlogo


printlogo


کلمة المحرّر
رمضان؛ شهر الصبر والمواساة

إن شهر رمضان هو أفضل الشهور عند الله تبارک وتعالی، لأن أسمى مظاهر العبودیة تتجلى فيه، والإسلام -بمعناه الحقيقي- أیضا یتجلى في هذا الشهر. في هذا الشهر، يمارس عباد الله المخلصون لتحسين البعد الفردي لوجودهم من خلال تزکیة النفس وتحمل مشقة الجوع والعطش عبر الصوم ویقتربون خطوات إلی قرب الله سبحانه وتعالی. فالصائم بتحمله الجوع والعطش، مضافا إلی تذكره للجوع والعطش یوم القیامة، یتذکر حالة مسکنة الفقراء والمحتاجين في المجتمع أیضاً، فیسعی لتلبیة حاجاتهم على أكمل وجه. وهذه سمة من سمات الأحكام الإسلامية التي لا تتعلق بالبعد الفردي للإنسان فقط، بل لها علاقة بالبعد المجتمعي للانسان والعلاقات الإنسانية بين الناس أيضًا.
ومن الأمور التي يؤکد علیها في هذا الشهر ومع الصوم، هي رعاية المحتاجين والتعاطف معهم. الأغنياء والمتميزون في المجتمع،، الذين يستفيدون من نعمة الإيمان ويتبعون طريق الصائمين، بتحمل الجوع والعطش سيكون لديهم فهم أفضل لحالة المحتاجين والفقراء الموجودین في المجتمع، و إذا كانوا هم مدركين لحقيقة الصيام وأسراره، فسيكونون قادرين على التعامل مع شؤون المحتاجین والمعوزین ولن يتجاهلوا إیاهم؛ بل یقومون بحل مشاكلهم وسيسيرون في نفس المسار الذي سار عليه أهل البیت(ع) الذین کانوا مهتمین بشؤون الناس والمواسین بأنفسهم معهم. الصائم الحقيقي دائمًا یشعر بالمسؤولية أمام المصاعب والمشاكل التي يواجهها الآخرون ويتعاطف معهم من الناحية المادية والروحية. وهکذا وصف النبي(ص) هذا الشهر المبارک: «...  وَ هُوَ شَهْرُ الصَّبْرِ وَ إِنَّ الصَّبْرَ ثَوَابُهُ الْجَنَّةُ وَ شَهْرُ الْمُوَاسَاةِ وَ هُوَ شَهْرٌ يَزِيدُ اللَّهُ فِي رِزْقِ الْمُؤْمِنِ فِيهِ وَ مَنْ فَطَّرَ فِيهِ مُؤْمِناً صَائِماً كَانَ لَهُ بِذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ عِتْقُ رَقَبَةٍ وَ مَغْفِرَةٌ لِذُنُوبِهِ فِيمَا مَضَى. قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! لَيْسَ كُلُّنَا يَقْدِرُ عَلَى أَنْ يُفَطِّرَ صَائِماً. فَقَالَ: إِنَّ اللَّهَ كَرِيمٌ يُعْطِي هَذَا الثَّوَابَ لِمَنْ لَمْ يَقْدِرْ إِلَّا عَلَى مَذْقَةٍ مِنْ لَبَنٍ يُفَطِّرُ بِهَا صَائِماً أَوْ شَرْبَةٍ مِنْ مَاءٍ عَذْبٍ أَوْ تَمَرَاتٍ لَا يَقْدِرُ عَلَى أَكْثَرَ مِنْ ذَلِك‏.»