في هذا اللقاء، استعرضوا تاريخ الحوزة العلمية وتناولوا التحديات والإنجازات التي حققتها، وأكدوا أن حوزة قم العلمية، رغم الضغوط والقيود في فترة رضا خان، استطاعت الحفاظ على طاقتها العلمية والروحية وتوسيعها. وأشار آية الله جوادي آملي إلى الفترة الصعبة والقيود التي عانى منها العلماء، وأوضح أنه في البداية كانت الحوزة تركز فقط على الفقه والأصول، بينما كانت العلوم العقلية والكلام لا تحظى بمكانة كبيرة. ومع ذلك، كانت جهود علماء كبار مثل آية الله البروجردي وعلامة الطباطبائي لها دور أساسي في توسيع العلوم الدينية وإحياء الفلسفة الإسلامية في الحوزة.
وشدد على أهمية العلوم العقلية ودور العلامة الطباطبائي في إحداث تحول في الحوزة، قائلاً: إن العلامة الطباطبائي قال: "عندما جئت إلى الحوزة، أدركت أن التركيز هنا فقط على الفقه والأصول، وأن هناك فراغاً في مجال العلوم العقلية والقرآن؛ لذا بدأت بتدريس الفلسفة والتفسير."
كما أشار إلى دور شخصيات أخرى مثل الشهيد مطهري في نشر العلوم العقلية، مضيفاً أن حوزة قم استطاعت أن تتحول مع مرور الزمن إلى مركز علمي وفكري دولي. مركز يتم فيه تدريس كل من العلوم العقلية وتفسير القرآن ونهج البلاغة بجانب الفقه والأصول. وأكد آية الله جوادي آملي على ضرورة أن تتعامل الحوزات بقوة وحيوية مع المسائل الدينية والأحكام الشرعية، لأن الفقه الإسلامي له أبعاد واسعة للدراسة. ينبغي على الحوزات العلمية توضيح الأحكام الدينية بالاستدلال والمنطق وتقديم إجابات على الأسئلة الاجتماعية والدينية.
وفي نهاية حديثه، أشار إلى الواجبات الثلاثة للحوزات العلمية، مبيناً أن القرآن الكريم أشار إلى ثلاث واجبات تتمثل في الحكمة، والموعظة الحسنة، والجدال بالتي هي أحسن. حيث يقول الله تعالى: ﴿ ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾. هذه الواجبات، التي تشمل الإرشاد، والتوجيه الأخلاقي، وتبيين الحكمة الإلهية، يجب أن تُوزع بين الأساتذة. لذلك، ينبغي على الحوزات العلمية أن تشمل دراسة الفقه والحقوق بجانب الجدال بالتي هي أحسن، ويجب على كل أستاذ في الحوزة تقديم درس قرآني بجانب درسه في الفقه والأصول.