
سیماء الصالحین
العبادة حجّة الإسلام السيّد محمّد باقر الشفتي (رحمه الله)
يقول المرحوم الميرزا أحمد التنكابنيّ (رحمه الله): «أوائل دخولي إلى النجف الأشرف، كنت أذهب في وقت صلاة المغرب والعشاء إلى مسجد الشيخ الطوسيّ، حيث كان يصلّي فيه صاحب الجواهر؛ لأقتدي به. ولكن في وقت صلاة الصبح كنت أقتدي بالمرحوم الشَفتي، وكنت أذهب يوميّاً من منزلي الواقع على مسافةٍ بعيدةٍ نسبيًّا للاقتداء به، وكنت أقف قريبًا منه، عندما كان يكبّر تكبيرة الإحرام كان يمدّ، سألت طلّابه: «ليس في «الله» مدّ فلماذا يمدّ السيّد؟» قالوا: «سألناه عن ذلك فقال: عندما أتلفّظ بالكلمة المباركة «الله» أخرج من حالة الاختيار، وهذا المدّ ليس اختياريًّا». كان السيّد يؤدّي الصلاة كلّها بخضوعٍ تامّ وحزن، بل وبكاء. وكان واضحاً لأيّ مستمعٍ أنّه يؤدّي صلاته بمنتهى حضور القلب، وكان يقرأ ذكر الركوع والسجود في النوافل ثلاثًا، ويضع تحت كفيّه تربتين. وباختصار: كانت صلاة ذلك العظيم لا نظير لها ولا مثيل في الحضور والخضوع، وكانت تشجي المستمع وتبكيه. كان السيّد يحفظ المناجاة الخمس عشرة ويقرأها يوميّاً وهو يبكي، وقد سمعت أنّ صلاة الملّا عليّ النوريّ الحكيم المعروف هي من حيث الخوف والهيبة والحضور أكمل من صلاة حجّة الإسلام الشفتي، وفي ذلك الزمان كان العلماء غالباً يؤدّون الصلاة بأفضل ممّا عليه علماء هذا العصر، وكان والدي يصلّي بمنتهى حضور القلب، كما كانت صلاة المرحوم الكلباسيّ (محمّد إبراهيم) كاملة وكان يطيل الصلاة كثيراً.
المصدر: سیماء الصالحین، ص 12
برچسب ها :
ارسال دیدگاه