
ملاحظة
مقام السيدة الزهراء(س) في كلام الإمام الخميني(قد)
تُعدُّ رؤية الإمام الخميني(قد) لأهل بيت العصمة(ع) محورًا أساسيًا في الفكر الشيعي، حيث يُبرِز سماحته من خلالها مكانة الأئمة وخصوصية السيدة فاطمة الزهراء(س). إنه يُسلط الضوء فيما يلي على أمرين رئيسيين يؤكد ضرورتهما في العقيدة، مشددًا على أن إنكارهما يؤدي إلى خلل في الإيمان.
هناك أمران يشدّد الإمام(قد) على معرفتها والتمسك بهما حول رؤيته لأهل بيت العصمة(ع) بحيث ان إنكارهما يؤدي إلى خللٍ عقيدي والانحراف عن الأصول أو الضروريات التي تؤدي إلى الانخراط في زمرة الضالين عن طريق الهداية والاستقامة والثبات:
الأمر الأول: أنه لا يصل أحد إلى المراتب المعنوية التي وصل إليها أئمتنا الأبرار صلوات الله عليهم، حيث لا يمكن ذلك لأي كان سواء كان نبياً مرسلاً، باستثناء خاتم الأنبياء(ص)، أو ملكاً مقرباً، ويعتبر(قد) أن هذا الأمر من ضروريّات المذهب.
يقول(قد): "وإن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل، وبموجب ما لدينا من الروايات والأحاديث فإن الرسول الأكرم(ص) والأئمة(ع) كانوا قبل هذا العالم أنواراً فجعلهم بعرشه محدقين وجعل لهم من المنزلة والزلفى ما لا يعلمه إلا الله، وقد قال جبرائيل(ع) كما ورد في روايات المعراج: "لو دنوت أنملة لاحترقت"، وقد ورد عنهم(ع): "إن لنا مع الله حالات لا يسعها ملك مقرب ولا نبي مرسل".
الأمر الثاني: أن هذه المقامات بأجمعها ثابتة لسيدة نساء العالمين صلوات الله عليها. فمن يعتقد خلاف ذلك يعتبره الإمام(قد) خارجاً عن مذهب الحق. يقول(قد): "كما أن هذه المقامات المعنوية ثابتة للزهراء(س) مع أنها ليست بحاكم ولا خليفة ولا قاض، فهذه المقامات شيء آخر غير وظيفة الحكومة"، ولذا عندما نقول أن الزهراء(س) ليست بقاض ولا خليفة، فهذا لا يعني أنها مثلي ومثلكم، أو أنها لا تمتاز عنا معنوياً. إن فاطمة(س) إنسان بكل ما للكلمة من معنى. لو كانت رجلاً لكانت مكان رسول الله(ص). وإضافة إلى ضرورة هذه المكانات لها فهي صلوات الله عليها على وجه خاص كان لها ما لم يكن لغيرها. فيجدر بنا أن نتعرف على قراءة الإمام(قد) لمقامها المعنوي، نجوم كالفراشة حول مصباح النور الأبدي الذي لا يطفأ.
المقام المعنوي للزهراء(س)
يقول(قد): "إنني أعتبر نفسي قاصراً عن التحدث حول الصديقة(س)، وأكتفي بذكر رواية واحدة ورد في الكافي الشريف ومنقولة بسند معتبر، وتلك الرواية هي أن الصادق(ع) قال: بأن فاطمة(س) عاشت بعد أبيها خمسة وسبعين يوماً في هذه الدنيا واشتد عليها الحزن، وكان جبرائيل الأمين يحضر عندها ويعزّيها ويخبرها بأمور عن المستقبل.. أنا أعتبر هذه الفضيلة فوق جميع الفضائل الأخرى التي ذكرت للزهراء(س) ـ رغم عظمة الفضائل الأخرى ـ وهي لم تحصل لأي إنسان آخر سوى الأنبياء(ع)، وليس كل الأنبياء، بل الطبقة الأولى منهم وبعض الأولياء الذين كانوا بمنزلتهم، وبهذا التعبير أي المراودة مع جبرائيل خلال خمسة وسبعين يوماً لم تحصل لحد الآن لأي إنسان آخر، وهذه من الفضائل الخاصة بالصديقة الزهراء(س)".
"إن المعنويات والتجليات الملكوتية، الإلهية، الجبروتية، المُلكية والناسوتية مجتمعة كلها في هذا الموجود؛ السيدة فاطمة الزهراء(س)".
ثمّ يفصح الإمام(قد) من خلال رؤيته الثاقبة النابعة من عرفانه الكامل واتصاله الحقيقي بأهل البيت(ع) بأن التجلي لقدرة الله عزّ وجلّ متمثلة بهم وعلى رأسهم الصديقة الطاهرة صلوات الله عليها، حيث يتفضل قائلاً: "إن ذلك البيت الصغير الذي ضمّ فاطمة(س) وأولئك الخمسة الذين تربوا فيه والذين يمثّلون في الواقع التجلي لكامل قدرة الله تعالى قدموا من الخدمات ما أدهشنا وأدهشكم، بل وأدهش البشر جميعاً".
المصدر:
برچسب ها :
ارسال دیدگاه