هفته‌نامه سیاسی، علمی و فرهنگی حوزه‌های علمیه

نسخه Pdf

بناء الآمال على الرمال

کلمة رئیس التحریر

بناء الآمال على الرمال

في عالم يمتلئ بالتحديات والمؤامرات، يعمد المستكبرون إلى خداع الشعوب الإسلامية بشعارات براقة عن السلام والتعايش، بينما يواصلون فرض هيمنتهم ونهب ثروات الأمة. المؤسف أن بعض الحكومات الإسلامية، بدلاً من الاعتماد على الله وتعزيز وحدتها الداخلية، اختارت بناء آمالها على الرمال؛ أي الاتكاء على قوى استعمارية طالما كانت خصماً لدينها ومستقبلها.
الهجمات الصهيونية المتكررة، وآخرها الاعتداء الوحشي في الأسبوع الماضي على الأراضي السورية، تكشف بوضوح هشاشة هذا النهج. فما إن سكتت بعض الأنظمة عن جرائم الكيان الصهيوني أو بادرت إلى التطبيع معه، حتى تجرأ العدو أكثر على انتهاك حرمة الأراضي الإسلامية، غير آبه بالقوانين الدولية ولا بالمشاعر الإنسانية. 
هذا النهج لا يقتصر خطره على سوريا وحدها؛ بل يهدد العراق وإيران وسائر بلدان المنطقة. فالتجارب أثبتت أن القوى الاستعمارية لا تعرف الوفاء ولا تميز بين بلد وآخر، وكل من يظن أن بوسعه أن يكسب الأمن أو المكانة عبر التحالف مع أعداء الأمة، إنما يبني قصوره على الرمال، التي ستنهار عند أول ريح عاتية.
التاريخ الإسلامي خير شاهد؛ فعندما بحث المسلمون عن عزتهم في ظل أعدائهم، خسروا هويتهم واستقلالهم ولم ينالوا إلا الذل. أما من سلكوا طريق كربلاء، حيث علمنا الإمام الحسين وأخوه العباس(ع) أن العزة في مقاومة الظلم والصمود على المبادئ، فقد بقوا رموزاً للكرامة والخلود.
إن طريق النجاة للأمة الإسلامية واضح: العودة إلى القرآن والسنة، تعزيز الوحدة والثقة بالله، وقطع الأمل عن الغرب والصهيونية. الاعتماد على أمريكا أو الكيان الصهيوني هو سراب ووهم، فالعزة الحقيقية إنما تتحقق بالتوكل على الله وحده، كما قال تعالى: ﴿وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ﴾(الصافات: 173) 
على قادة الأمة أن يدركوا أن بناء الآمال على الرمال لا يجلب إلا الخيبة والضياع. المستقبل للمؤمنين بوحدتهم وثقتهم بالله، لا لمن رهنوا مصيرهم للأعداء.

برچسب ها :
ارسال دیدگاه