هفته‌نامه سیاسی، علمی و فرهنگی حوزه‌های علمیه

نسخه Pdf

دور الإمام العسكري(ع)  في الإعداد لغيبة المهدي‌(عج)

□  مقالة

دور الإمام العسكري(ع)  في الإعداد لغيبة المهدي‌(عج)

▪ الإرهاصات على قسمين


الإرهاصات العامة:
وهي التي تكفل بها الله من وأعدها لوجود الإمام المنتظر لا ولغيبته، ومنها الأحاديث التي وردت عن النبي المصطفى محمد(ص)، والتي لا تفسير لها إلا وجود إمام غائب كما في صحاح العامة: «لا يزال هذا الدين قائما حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة، كلهم من قريش»، أو «كلهم من بني هاشم، فعبارة: «لا يزال هذا الدين قائماً حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة، توضح أن هؤلاء الاثني عشر خليفة يبقون مواكبين للدين إلى يوم القيامة، وهذا لا تفسير له إلا بوجود إمام وهو الإمام الثاني عشر؛ لأنه لو لم يكن موجوداً لكان هذا الحديث كذباً، فلا بد من وجود اثني عشر إمام يبقون مع بقاء الدين إلى يوم القيامة، وبما أن الأحد عشر قد توفوا، فلا بد من وجود شخص يكون مواكب الماء الدين إلى يوم القيامة.
وهذا أيضأ ما يؤكده حديث الثقلين: «إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيشي، ما إن تمسكتم بهما لم تضلوا بعدي أبدأ وقيد أنساني الخير اللطيف أنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما"، أي يبقيان متواكبين إلى يوم القيامة، كما ورد عن الإمام أمير المؤمنين(ع) (لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة إما ظاهرا مشهوراً، أو خالفاً مغموراً، لئلا تبطل حجج الله وبيناته، وهذه الأحاديث تؤكد مسألة الغيبة.
▪ تمهيد الإمام الحسن العسكري(ع) للحجة(عج)
الإرهاص الثاني: وجود الإمام الحسن العسكري(ع):
إن وجود الإمام العسكري(ع) هو وجود تمهيدي إعدادي لوجود الإمام المهدي(ع)، فالمؤرخون عندما يتحدثون عن الإمام الحسن العسكري يذكرون أنه كان له تأثير غريب على من يلتقي به وعلى من ينظر إليه، حتى على أعدائه.
مثلاً يقول الحسن بن محمد الأشعري ومحمد بن يحيى وغيرهما كان أحمد بن عبد الله بن خاقان على الضياع والخراج بقم، فجرى في مجلسه يوما ذكر العلوية _ أبناء أمير المؤمنين(ع)، و كان شديد النصب والانحراف عن أهل البيت(ع)، فقال: ما رأيت ولا عرفت بسر من رأى رجلا من العلوية مثل الحسن بن علي بن محمد بن الرضا في هديه وسكونه وعفافه ونبله وكبره عند أهل بيته وبني هاشم كافة، وتقديمهم إياه على ذوي السن منهم والخطر، وكذلك كانت حاله عند القواد والوزراء والعامة، وأذكر أني كنت يوماً قائماً على رأس أبي وهو يؤم مجلسه للناس، إذ دخل حجابه فقالوا: أبو محمد بن الرضا بالباب، فقال بصوت عالٍ ائذنوا له، فتعجبت مما سمعته منهم، ومن جسارتهم أن يكنوا رجلاً بحضرة أبي، فدخل رجل أسمر، حسن القامة، جميل الوجه، جيد البدن، حدث السن، له جلالة وهيئة حسنة، فلما نظر إليه أبي قام فمشى إليه، ولا أعلم فعل هذا بأحد من بني هاشم والقواد، فلما دنا منه عانقه وقبل وجهه وصدره، وأخد بيده وأجلسه على مصلاه الذي كان عليه، وجلس على جنبه مقبلاً عليه بوجهه وجعل يكلمه ويفديه بنفسه وأنا متعجب مما أرى منه، إذ دخل الحاجب فقال: الموفق قد جاء، وكان الموفق إذا دخل على أبي تقدمه حجابه وخاصة قواده، فقاموا بين مجلس أبي وبين الدار سماطين إلى أن يدخل ويخرج، فلم يزل أبي مقبلاً على أبي محمد يحدثه حتى نظر إلى غلمان الخاصة، فقال حينئذٍ له: إذا شئت جعلني الله فداك، ثم قال لحجابه: خذوا به خلف السماطين لا يراه هذا  يعني الموفق _ فقام وقام أبي وعائقه ومضى فقلت لحجاب أبي وغلمانه: ويلكم من هذا الذي كنيتموه بحضرة أبي وفعل به هذا الفعل؟ فقالوا: هذا علي يقال له الحسن بن علي يعرف بابن الرضا، فازداد تعجبي، ولم أزل يومي ذلك قلقاً متفكرأ في أمره وأمر أبي، وما رأيته فيه حتى كان الليل، فلما صلى وجلس جئت فجلست بين يديه وليس عنده أحد، فقال لي: يا أحمد، ألك حاجة؟ قلت: نعم يا أبة، فإن أذنت سألتك عنها، فقال: قد أذنت، فقلت: يا أبة من الرجل الذي رأيتك بالغداة فعلت به ما فعلت من الإجلال والإكرام والتبجيل، وفديته بنفسك وأبويك؟ فقال: يا بني ذاك إمام الرافضة الحسن بن علي المعروف بابن الرضا.
▪ الإرهاصات الخاصة: الإمام العسكري(ع) مارس دورين إعداديين لغيبة ولده الإمام المنتظر
الدور الأول: تربية المجتمع الشيعي على الاعتماد على السفراء، فصار الإمام العسكري يحتجب شهوراً عن الناس، ويأمرهم بالاعتماد على وكلاته وعلى علماء الشيعة آنذاك، حتى يعودوا على غيبة الإمام واستقبال الغية، لأن الناس لو حصلت لهم الغيبة فجأة لأصابهم الارتداد وأصابتهم صدمة نفسية، كالطالب في الصف الذي يطلب منه الامتحان بدون تحضير فهو سيصاب بالإحباط والصدمة النفسية.
أيضا الغيبة ما جاءت دفعية، بل جاءت قبلها إعدادات وإرهاصات، فالإمام العسكري(ع) عود الشيعة على الاعتماد على سفراته ووكلاته، حتى كان الشيعة يعطون أموالهم وحقوقهم لعثمان بن سعيد العمري السمان _ حيث كان يبع لم وكان يدع الأموال في جراب السمن وكان يضع الأموال في جراب السمن ويأتي بها الى الإمام العسكري(ع).
▪ الإعلان العام والخاص عن الإمام المهدي(ع)
الدور الثاني: الإعلام، فقد أعلن عن ولده الإمام المهدي بشكل تدريجي، إعلاناً عاماً ثم إعلاناً خاصاً ثم إعلانا أخص، اولاً أعلن إعلاناً عاماً بقوله (إذا قام القائم أمر بهدم المنائر والمقاصير التي في المساجد)، فهذا إعلان عام.
وهناك إعلان خاص لوجهاء الشيعة، فقد كتب إلى ابن بابويه (عليك بالصبر وانتظار الفرج، فإن النبي(ص) قال: أفضل أعمال امتي انتظار الفرج. ولا يزال شيعتنا في حزن حتى يظهر ولدي الذي بشر به النبي(ص) يملأ الأرض قسطاً وعدلا كما ملت جوراً وظلماً، فصبر يا شيخي يا أبا الحسن علي، وأمر جميع شيعتي بالصبر، فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده، والعاقبة المتلقين، والسلام عليك وعلى جميع شيعتنا ورحمة الله وبركاته).
وهناك إعلان اخص، فعن ابي غانم الخادم قال: ولد لابي محمد(ع) ولد فسماه محمداً، فعرضه على أصحابه يوم الثالث، وقال: «هذا صاحبكم من بعدي، وخليفتي عليكم، وهو القائم الذي تمتد إليه الأعناق بالانتظار، فإذا امتلأت الأرض جوراً وظلماً خرج فملأها قسطاً وعدلاً).
المصدر: موقع الحجة بن الحسن المهدي

برچسب ها :
ارسال دیدگاه