هفته‌نامه سیاسی، علمی و فرهنگی حوزه‌های علمیه

نسخه Pdf

ملامح من حياة فاطمة المعصومة(س) في ذكرى وصولها إلى مدينة قم

ملامح من حياة فاطمة المعصومة(س) في ذكرى وصولها إلى مدينة قم

لما علم أهل قم بخبر وصول السيدة المعصومة بنت موسى الكاظم(ع) إلى المدينة، استقبلها أشرافها، وتقدمهم موسى بن خزرج، فلما وصل إليها أخذ بزمام ناقتها وقادها إلى منزله، وكانت في داره حتى تُوفيت.


وكالة أنباء الحوزة  السيدة فاطمة المعصومة بنت الإمام موسى بن جعفر الكاظم(ع)، سليلة الدوحة النبوية المطهرة، و غصن يافع من أغصان الشجرة العلوية المباركة، و حفيدة الصديقة الزهراء(س) المحدِّثة، العالمة، العابدة. اختصتها يد العناية الإلهية فمنت عليها بأن جعلتها من ذرية أهل البيت المطهرين(ع). وقد ورد في بعض التواريخ أن الإمام الرضا(ع) لقبها بالمعصومة.
ولادتها ونشأتها
وُلدت السيدة المعصومة(س) في المدينة المنورة في الأول من شهر ذي القعدة 173 هـ على أصح التواريخ.
و ترعرت في بيت الإمام الكاظم(ع)، فورثت عنه من نور أهل البيت(ع) و هديهم و علومهم في العقيدة و العبادة و العفة و العلم، و عُرِّفت على ألسنة الخواص بأنها : كريمة أهل البيت(ع). نشأت السيدة فاطمة(س) تحت رعاية أخيها الإمام الرضا(ع)، لأن الرشيد العباسي أمر أباها عام ولادتها، فأودعه سجونه الرهيبة الواحد تلو الآخر، إلى أن اغتاله بالسم عام ( 183هـ ). فعاشت السيدة المعصومة مع إخوتها وأخواتها في كنف الإمام الرضا(ع). وقد أجمع أصحاب السير والتراجم على أن أولاد الإمام الكاظم(ع) كانوا أعلاماً لائحة في العبادة والتقوى والنُّسك.
ظروفها الاجتماعية و السياسية
ولدت السيدة المعصومة في عهد الرشيد العباسي، ففتحت عينيها منذ صغرها على وضع سلطوي إرهابي، فلقد قامت أركان الدولة العباسية على أنقاض الدولة الأموية، و تستر العباسيون وراء شعار رفعوه في بداية أمرهم هو : ( الرضا من آل محمد )، ليوهموا طائفة من المسلمين الموالين لأهل البيت(ع).
لكنهم ما إن تسنموا سدة الحكم و استتبت لهم الأمور حتى انقلبوا على أهل البيت‌(ع)‏ و امتدّت أيديهم بالقتل والبطش والقمع لكل من يمت لهذه الدوحة العلوية الشريفة بصلة، فلاحقوا أئمة أهل البيت ‏(ع)‏ و قتلوهم و سجنوهم.
رحلتها إلى خراسان
اكتنفت السيدة المعصومة‌‏(س)‏ - و معها آل أبي طالب - حالة من القلق الشديد على مصير الإمام الرضا(ع) منذ أن استقدمه المأمون إلى خراسان.
فقد كانوا في خوف بعدما أخبرهم أخوها أبو الحسن الرضا(ع) أنه سيستشهد في سفره هذا إلى طوس، خاصة وأن القلوب ما تزال تدمى لمصابهم بالكاظم(ع) الذي استـقدم إلى بغداد، فلم يخرج من سجونها و طواميرها إلا قتيلاً مسموماً.
كل هذا يدلنا على طرف مما كان يعتمل في قلب السيدة المعصومة‌‏(س)‏، مما حدا بها - حسب رواية الحسن بن محمد القمي في تاريخ قم - إلى شد الرحال، إلى أخيها الرضا(ع).
وفاتها
رحلت السيدة المعصومة ‏(س)‏ تقتفي أثر أخيها الرضا(ع)، والأمل يحدوها في لقائه حياً، لكن وعثاء السفر ومتاعبه اللذينِ لم تعهدهما كريمة أهل البيت(ع) أقعداها عن السير.
فلزمت فراشها مريضة مُدنَفة، ثم سألت عن المسافة التي تفصلها عن قم - وكانت آنذاك قد نزلت في مدينة ساوة - فقيل لها إنها تبعد عشرة فراسخ ( 70 كيلو متراً )، فأمرت بإيصالها إلى مدينة قم، فحملت إليها على حالتها تلك، وحطت رحالها في منزل موسى بن خزرج بن سعد الأشعري، حتى توفيت‌(س)‏ بعد سبعة عشر يوماً.
وفي أصح الروايات أن خبرها لما وصل إلى مدينة قم، استقبلها أشراف قم، وتقدمهم موسى بن خزرج، فلما وصل إليها أخذ بزمام ناقتها وقادها إلى منزله، وكانت في داره حتى تُوفيت في سنة (201 هـ )، فأمرهم بتغسيلها وتكفينها، وصلى عليها، ودفنها في أرض كانت له، وهي الآن روضتها، وبنى عليها سقيفة من البَواري، إلى أن بَنَت زينب بنت محمد الجواد(ع) عليها قبّة.
المصدر: وکالة الحوزة

برچسب ها :
ارسال دیدگاه