هفته‌نامه سیاسی، علمی و فرهنگی حوزه‌های علمیه

نسخه Pdf

سر من أسرار السیدة المعصومة(س)

□ ملاحظة

سر من أسرار السیدة المعصومة(س)

عن الإمام الرضا(ع): من زارها عارفاً بحقّها فله الجنّة. ثم قوله(ع): «عارفا بحقّها»، الحقّ بمعنى الشيء الثابت، فحقّها أي ما ثبت لها من الله سبحانه ومن رسوله وعترته الطاهرين. وفي روايات زيارة الأئمة الأطهار(ع) ورد أ نّه من يزور الإمام(ع) عارفا بحقّه، ومن أعظم حقوقه أ نّه إمام مفترض الطاعة، وأمّا حقّ السيّدة المعصومة فكثير، وإليك غيض من فيض:
1ـ إنّما بلغت هذا المقام الشامخ والمنزلة الرفيعة ـ في بيوت أذن الله أن ترفع ـ عند الله وعند رسوله والعترة الهادية، لعرفانها وعلمها، ودفاعها المقدّس عن حريم الولاية، والفناء في الله وفي مقام الإمامة والخلافة العظمى المتمثّلة في عصرها بإمام زمانها أخيها الرضا(ع)، وأ نّها تشبه عمّتها زينب الكبرى(س) في دفاعها عن نهضة أخيها سيّد الشهداء الحسين بن عليّ(ع)، كما أ نّها تشبه اُمّها فاطمة الزهراء(س) في جلالتها وقداستها وجمالها وكمالها. وما أروع ما يقوله الإمام الخميني(رح) في أشعاره ـ باللغة الفارسيّة ـ في مناقبها وفضائلها ومقامها العظيم أذكر لك ترجمة بعض الأبيات، يقول: تجلّى النور الإلهي ـ الله نور السماوات والأرض ـ في الرسول الأكرم محمّد(ص)، ثمّ تجلّى منه في أمير المؤمنين حيدر الكرّار(ع)، ثمّ ظهر في فاطمة الزهراء(س)، وتجلّى الآن في بنت موسى بن جعفر(ع)، وإنّما صار عالم الممكنات بهذا النور حقّاً، ولولاه لكان كلّه باطلاً، ولم يأت الدهر بمثل هاتين البنتين ـ فاطمة الزهراء(س) وفاطمة المعصومة(س) ـ اللتین خرجتا من بين مشيمة القدرة الإلهيّة، فكانت الزهراء(س) مبدأ أمواج العلم، وكانت بنت موسى(ع) مصدر أمواج الحلم، تلك كانت تاجاً على رؤوس الأنبياء، وهذه مغفراً على هامات الأولياء، تلك كعبة عالم الجلالة، وهذه مشعر ملك الكبرياء، ولو لم يغلق فمي قوله تعالى: «لَمْ  يَـلِدْ» لقلت هما بنتا الله، فتلك الزهراء(س) أميرةً على الملك اللاّيزالي، وهذه أميرةً على العرش الكبريائي، تلك زيّنت أرض المدينة المنوّرة، وهذه نوّرت أرض قم المقدّسة، فهذه جعلت من تراب قم في الشرف جنّةً، وتلك جعلت ماء المدينة كوثرا، فغبطت الجنان أرض قم، ومنها كانت باب الجنّة.
2ـ إنّما يُعرف جلالة السيّدة وعظمتها(س) من خلال النصوص الواردة في حقّها(س) من الأئمة المعصومين(ع)، كقول جدّها الصادق(ع): «بضعة منّي من زارها وجبت له الجنّة»، وكقول أبيها الكاظم(ع): «فداها أبوها»، وكقول أخيها الرضا(ع): «من زارها كمن زارني»، وقول ابن أخيها الجواد(ع): «من زار عمّتي وجبت له الجنّة». كلّ هذه التعبيرات مثلها وردت في سيّدة نساء الأوّلين والآخرين فاطمة الزهراء(س) ایضاً، فهي بضعة الرسول(ص) وفداها أبوها ومن زارها وجبت له الجنّة.
المصدر: الولایة

برچسب ها :
ارسال دیدگاه