هفته‌نامه سیاسی، علمی و فرهنگی حوزه‌های علمیه

نسخه Pdf

المعاییر المزدوجة وخداع الغرب

کلمة رئیس التحریر

المعاییر المزدوجة وخداع الغرب

من أبرز المشکلات فی العلاقات الدولیة، المعاییر المزدوجة للغرب فی التعاطی مع قضایا هامة مثل العدالة، الحریة، حقوق الإنسان وحقوق المرأة. غالبًا ما یُقدّم الغرب نفسه کمدافع عن هذه القیم، لکن الحقیقة أن هذه المبادئ لا تُحترم حتى داخل مجتمعاتهم، وتُستخدم غالبًا کأداة للضغط وتبریر السیاسات وخداع الرأی العام.
ففی الدول الغربیة نفسها، وعلى الرغم من الدعاوی الکثیرة حول العدالة والحریة، تنتشر ظواهر مثل الفجوة الطبقیة، التمییز العنصری، عنف الشرطة، وانتهاک حقوق الأقلیات والنساء. ومع ذلک، یتجاهل الغرب هذه الحقائق، ولا یرکّز علیها إلا عند حدوثها فی دول أخرى، حیث یستخدمها للضغط السیاسی.
أما فی مجال حقوق الإنسان، فهناك العدید من الأمثلة على انتهاک هذه الحقوق فی الدول الغربیة؛ من اعتقال المتظاهرین واستخدام العنف ضدهم، إلى المعاملة غیر الإنسانیة للاجئین والمهاجرین. وغالبًا ما یتجاهل الإعلام الغربی والساسة هذه الانتهاکات، بینما یحوّلون أی حادثة صغیرة فی بلدان معارضة للغرب إلى أزمة عالمیة.
ویظهر خداع الغرب أیضًا فی القضایا الحساسة مثل حق الشعوب فی امتلاک الطاقة النوویة. فعلى سبیل المثال، تتعرض إیران للضغوط والعقوبات بسبب برنامجها النووی السلمی، بینما تحظى دول حلیفة للغرب (مثل الکیان الصهیونی) بدعم غیر مشروط رغم امتلاکها للسلاح النووی. هذا السلوک المزدوج یؤکّد أن قیَم مثل حقوق الإنسان والعدالة فی الخطاب الغربی لیست هدفًا حقیقیًا، بل أداة سیاسیة لتحقیق المصالح الخاصة.
فی النهایة، هذه المعاییر المزدوجة وخداع الغرب أضعفت ثقة الشعوب فی ادعاءات الغرب حول حقوق الإنسان، العدالة والحریة، وجعلت هذه القیم تفقد مصداقیتها على الساحة الدولیة.

برچسب ها :
ارسال دیدگاه