
سیماء الصالحین
إخلاص العلّامة الطباطبائيّ (رحمه الله)
إحدى خصوصيّات الأستاذ العلّامة الطباطبائيّ (رحمه الله) إخلاصه الكامل والتامّ، وشهرة مؤلَّفاته، وتربيته هذه النوعية من الطلّاب شاهد صدق على هذا المدّعى.
يقول أحد تلامذته في هذا المجال: «الأمر الثالث الذي يلفت الانتباه من الناحية المعنويّة والأخلاقيّة أكثر من الأمرين السابقين، هو تحرّر الأستاذ من أيّ نوع من أنواع التظاهر بالعلم والمعرفة. ودائماً كان محرّكه في العمل الإخلاص ورضا الله -سبحانه- نحن الذين كنّا على صلةٍ به أكثر من غيرنا لا نتذكّر أنّه -ولو مرّةً واحدة- تحدّث في موضوع بحيث تشعر منه التظاهر بالعلم أو أنّه تحدّث في أمر لم يُسأل عنه. لو أنّ شخصاً بقي معه في السفر لمدّة سنة ولم تكن له معرفة مسبَّقة بمستواه العلميّ، لم يكن يتصوّر أبداً أنّ هذا الشخص مؤسّس طريقةٍ جديدةٍ في التفسير وصاحب أطروحةٍ في القواعد الفلسفيّة ومبتكرةٍ لمسائل جديدة في الفلسفة، وأستاذ معترفٌ له في السير والسلوك. كان سلوكه بحقّ طبق مضمون الحديث الذي رُوي عن جدّه رسول الله نبيّ الإسلام العظيم(صلى الله عليه وآله): «أخلص العمل فإنّ الناقد بصير».
المصدر: سیماء الصالحین، ص 110
برچسب ها :
ارسال دیدگاه