هفته‌نامه سیاسی، علمی و فرهنگی حوزه‌های علمیه

نسخه Pdf

يثير الجدل ويجرح مشاعر المسلمين مسلسل «معاوية»؛ مشروع وهابي صهيوني لبث الفرقة

ملاحظة

يثير الجدل ويجرح مشاعر المسلمين مسلسل «معاوية»؛ مشروع وهابي صهيوني لبث الفرقة

الانتباه: الأبحاث و المقالات المنشورة لا تعبر عن رأي «الآفاق» بالضرورة ، بل تعبر عن رأي أصحابها
اليوم مسلسل «معاوية» يثير جدلاً واسعاً بين الأوساط الفنية ويواجه ردود فعل كثيرة حتى قبل بثه، حيث يطالب الكثيرون بعدم بثه.
الوفاق/ خاص/ تمر علينا أيام شهر شعبان المبارك، شهر رسول‌الله(ص)، ونحن على أعتاب شهر رمضان المبارك الذي هو شهر ضيافة‌الله، والعباد يجتمعون على مائدة رحمة‌الله الواسعة التي هي دائماً موجودة ولكن في شهر رمضان نحسها أكثر، وتتم الإستعدادات والنشاطات في مختلف المجالات لهذا الشهر الكريم، ومنها الأفلام وخاصة المسلسلات التي يتم عرضها من القنوات الفضائية والتلفزيونية المختلفة في البلدان الإسلامية خاصة، مسلسلات عادة تتطرق الى مواضيع دينية ومذهبية تتناسب مع الأجواء الروحانية لشهر رمضان المبارك، ومنها الدعوة الى الخُلق الحسن ومساعدة الآخرين، والوحدة الإسلامية، ولكن ما نسمعه هذه الأيام عن إنتاج مسلسل سعودي وهابي صهيوني يقصد لبث الفرقة بين المذاهب الإسلامية، فيصب في الأهداف الصهيونية والغربية، وهذا ليس عجيباً من السعودية التي أخيراً نرى فيها إقامة برامج ثقافية غير اخلاقية وغير مذهبية، خلافاً لتوليها خدمة الحرمين الشريفين، فهذا التناقض المؤسف من أين يأتي؟  كيف تترافق خدمة الحرمين الشريفين مع خدمة الصهيونية وترويج ثقافة الفساد والإبتذال في المجتمع؟!
واليوم مسلسل «معاوية» يثير جدلاً واسعاً بين الأوساط الفنية ويواجه ردود فعل كثيرة حتى قبل بثه، حيث يطالب الكثيرون بعدم بثه.
في إطار درامي تاريخي، يتناول المسلسل أحداث فترة ما بعد استشهاد الخليفة عثمان بن عفان، مرورا بتولي الامام علي بن أبي طالب(ع) الحكم، ثم استشهاد الامام علي(ع) وتولي الامام الحسن(ع)، ثم تنازل الامام الحسن بن علي(ع)وتولي معاوية وغيره.
▪ قناة «mbc» تعرض مسلسل «معاوية»
أعلنت قناة «mbc» عن عرضها للمسلسل «معاوية»، الذي يتناول سيرة مؤسس الدولة الأموية معاوية بن أبي سفيان، ضمن خريطة شهر رمضان المقبل.
ولاقى الأمر اعتراضات من قبل البعض، ومن أبرزهم زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، معتبرا أن عرضه يجرح مشاعر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، ووصف معاوية بأنه رأس الفتنة الطائفية، وأول من سن سب الصحابة، وخرج على إمام زمانه وشق صف الوحدة الإسلامية.
المسلسل من إخراج «طارق العريان» مخرج فلسطيني مصري، وهو نجل رياض العريان، منتج أفلام فلسطيني هاجر إلى مصر وكان مهتماً جداً بصناعة أفلام عن التاريخ الإسلامي، وأما مؤلف المسلسل «خالد صلاح» صحفي مصري. بدأ إنتاج سلسلة معاوية عام 2022.
ويتم تصوير المسلسل في تونس، وكانت مدينتا «الحمامات» و «القيروان» ومسجد «عقبة بن نافع» موقعين للتصوير.
تعتزم مجموعة «mbc» الإعلامية، المالكة لعدة قنوات تلفزيونية بث هذا المسلسل في شهر رمضان المبارك، في حين نسمع أخبار متناقضة عن بث هذا المسلسل، كما أنه انتشر خبر أن المخرج «طارق العريان» قد إنسحب قبل ساعات من تصوير العمل، نافضاً بذلك يده من المسلسل. وبدأت « mbc » البحث عن مخرج جديد ل «معاوية»، وكذلك تتحدث المعلومات عن أزمة حقيقية يعانيها العمل التاريخي، وهي تتعلق بمشاكل في النصّ. فقد تعرض الصحافي خالد صالح مؤلف «معاوية» إلى هجوم في الفضاء الافتراضي.
وإعتبرت التعليقات أن كاتب المسلسل لا يملك خلفيات ثقافة تخوّله كتابة نص متين يتعلق بسيرة معاوية. وبدأت المواقع المصرية تبحث في السيرة العملية والثقافية لصلاح، ليتضح أنه كان يشغل منصب رئيس تحرير جريدة «اليوم السابع»، بينما يُعرف عن كتّاب الدراما التاريخية والسير الذاتية، بأنهم أصحاب باع طويل في قراءة الكتب والمجلدات، فهو ليس بمستوى أن يكتب عن عمل درامي تاريخي يحتاج الى معلومات دقيقة.
من جهة أخرى نرى أن قناة «mbc»، أصدرت بياناً وقالت ستبث العمل والعمل يواصل انتاجه، ففي هذه الأجواء نقدّم لكم بعض النقاط.
▪ تكلفة المسلسل ورضا الصهاينة
أنتجت قناة «mbc» السعودية هذا المسلسل، وهو أغلى مسلسل عربي، وقدرت وسائل إعلام عربية تكلفة إنتاجه ب 100 مليون دولار، ومن المفترض أن يحتوي هذا المسلسل على ما بين 25 إلى 30 حلقة، والذي تقصد القناة بثه في أيام شهر رمضان المبارك، ومن اللافت للنظر، هو أن نرى التلفزيون الإسرائيلي يقوم بتغطية خبر انتاجه وبثه!.
تناولت قناة «كان» التليفزيونية التابعة للكيان الصهيوني، في تقرير لها، قضية إنتاج مسلسل «معاوية». ويعتبر الخبير في هذه الشبكة أن بث مسلسل «معاوية» عاملا في تأجيج الخلافات الدينية بين السنة والشيعة، وهذا ما يعترف به الصهاينة، فما الهدف من بث هذا المسلسل من قبل السعودية؟
▪ الدراما التاريخي لبث الفرقة
يعتبر هذا المسلسل من أشهر المسلسلات العربية التي يشارك فيها ممثلون مثل أيمن زيدان ولجين إسماعيل وأياد نصار وأسماء جلال وسامر المصري. الممثلون والمشاركون في المسلسل هم من عدة دول عربية.
من المفترض أن يركز المسلسل على أحداث مهمة في تاريخ الإسلام، منها مقتل الخليفة الثالث وخلافة الإمام علي(ع) واستشهاد أمير المؤمنين(ع) وإمامة الإمام حسن المجتبى(ع).
وكما ذكرنا طالب مقتدى الصدر، في بيان، بمنع بث مسلسل معاوية، كما انعكس تصريح مقتدى الصدر على شبكة التلفزيون الرسمي السوري بالإضافة إلى وسائل الإعلام المكتوبة.
▪ ردّات الفعل العربية
كتب مستخدم عربي على موقع تويتر، في إشارة إلى تقرير القناة الصهيونية عن مسلسل معاوية: «العدو الصهيوني يتحدث ويشيد بمسلسل معاوية عبر شبكاته ويمتدح السعودية على صنع هذا المسلسل. «معاوية» أسلوب وفعل سياسي، معاوية ذكي ولا يخجل من أقذر الوسائل لتحقيق الهدف».
يعتبر مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي الناطقون بالعربية أن بث مسلسل «معاوية» هو بداية الفتنة الدينية. بتذكيرهم بسلوك معاوية غير الأخلاقي في إثارة الفتنة في الخلافة الإسلامية واغتصاب الحكومة وتحويلها إلى ملكية، فيعتبرون بث مسلسل معاوية من سياسة معاوية بن أبو سفيان.
يعد الجدل حول شخصية معاوية يخطر هذا السؤال ببالنا: لماذا يدفع السعوديون مقابل إنتاج مثل هذا المسلسل هذا المبلغ الكبير؟، وهي من أحد النقاشات الساخنة التي أثيرت بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.
استقطب الكاريكاتير الذي نشره الفنان اليمني «كمال شرف» عن مسلسل «معاوية» التعليقات، فيقوم هذا الفنان اليمني بمقارنة الشخصية الحقيقية لمعاوية وما صورته الشبكة السعودية عنه، فيعتبر هذا الفنان أن السياسة السعودية، في الحقيقة حركة لتبييض وجه أحد من أكثر الشخصيات سواداً في تاريخ الإسلام.
ينظر معظم مستخدمي تويتر اليمنيين في سياسة الحكومة السعودية في صنع مسلسل «معاوية» خلق فتنة دينية بين السنة والشيعة.
السعودية دولة حاصرت اليمن، وهي عدوة للبنان، ولديها ضغينة وحقد بالنسبة للعراق، وتخالف إيران، فمن الطبيعي أن تنتج مسلسل لشخصية تعكس واقعها الوهابي، وبالطبع، يرحب مستخدمو السلفيون هذا المسلسل.
في غضون ذلك، كان بعض الوهابيين قلقين من أن قناة «mbc» السعودية لن تكون قادرة على إظهار حياة معاوية بشكل جيد!
 ▪ جهود غربية وأمريكية
الاهتمام بالتاريخ الإسلامي من أجل خلق الانقسام الديني هو موضوع اهتم به الغربيون والأمريكيون.
ونرى أن هناك مسلسلات يتم انتاجها لإبراز الخلافات وتشويه التاريخ، تحاول هذه الأفلام والمسلسلات التاريخية على ما يبدو تقوية الجهود المبذولة للإنقسام وخلق الأخطاء من خلال معالجة القضايا الحساسة بدلاً من تشجيع الوحدة الدينية والوحدة بين المسلمين.
وأخيراً يمكننا أن ننظر للموضوع بدقة أكثر ونرى أنه من يستفيد من تغيير الواقع والحقائق التاريخية ولماذا في شهر الله.. في شهر رمضان المبارك يقومون ببث مسلسل يبث الفرقة بين المسلمين؟
 المصدر: الوفاق/ خاص
 

برچسب ها :
ارسال دیدگاه