
کلمات للحیاة
"الحق أبلج والباطل لجلج"
تعد مقولة "الحق أبلج والباطل لجلج" من الحكم الخالدة التي وصلتنا من التراث العربي الأصيل. وقد جاءت هذه العبارة البليغة على لسان أكثم بن صيفي التميمي، الذي عُرف بحكيم العرب في الجاهلية.
تحمل هذه المقولة معنىً عميقاً يصور طبيعة الحق والباطل. فالحق "أبلج" أي واضح جلي كنور الصبح، لا يحتاج إلى براهين أو تعقيدات ليثبت صحته. أما الباطل فهو "لجلج" أي متردد ومضطرب، يتخبط صاحبه في حججه وأعذاره.
وقد عززت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية هذا المعنى، حيث أكدت أن الباطل زاهق لا محالة وأن الحق منتصر في النهاية. كما حث الإسلام على قول الحق دون خوف، واعتبر كلمة الحق عند السلطان الجائر من أفضل أنواع الجهاد.
إن هذه الحكمة تحمل رسالة أمل للإنسانية جمعاء، فهي تؤكد أن الحق وإن طال زمن اختفائه فسيظهر حتماً، وأن الباطل وإن علا وتجبر فمصيره إلى زوال. وهذا ما نراه يتحقق عبر التاريخ مراراً وتكراراً، مما يؤكد صدق هذه المقولة وعمق معناها.
وتبقى هذه الحكمة نبراساً يضيء الطريق لكل باحث عن الحق، ودرساً في أن الوضوح والصدق هما السبيل الأمثل، وأن التردد والتلجلج من علامات الباطل ومؤشرات ضعفه.
برچسب ها :
ارسال دیدگاه