
کلمة رئیس التحریر
مهما اشتدت الخطوب!
يهْتز القلب خشوعا، وترْتعد الأفئدة حزنا، حين نستذكر تلك الأيام الحالكة التي شهدتْ رحيل سيّدة نساء العالمين. فاطمة الزهراء(س)، بضعة المصطفى(ص)، وريحانة قلبه، ونور عينيه، غادرتْ دنيانا تاركة خلفها أمّة تئنّ من وقْع المصاب. خمسة وسبعون يوما مضتْ كالجمر على قلب الوصي، يقاسي فيها مرارة الفراق وعظيم الفاجعة. كل يوم منها كان كألف عام، وكل ليلة كانت كدهر من الظّلام. لکن أمير المؤمنين، ذلك الطّود الشامخ، لم تزعزعه الرياح، ولم تهزه العواصف، وقف يودع محبوبته بقلب ينزف ألما، وعين لا تجف دمعا. وقف عليّ مستودعا ودائع النبوّة إلى بارئها، محتسبا عند الله صبره وبلواه. فما أعظم المصاب حين يفجع المرء بفقْد من كانت نور حياته وبهجة أيّامه. في محراب العبادة، حیث كانت تقف كشمعة تضيء ظلام الليل بمناجاتها، وتسجد سجود الخاشعين، بقيتْ آثار عبادتها شاهدة على سموّ روحها وعظم مقامها. وفي أرجاء البيت، حيث كانت تعمل بيديها الشريفتين، ظلّتْ ذكراها عبقة تفوح بأريج الطهر والعفاف. لقد علّمتْنا السيدة الزهراء دروسا في الصبر والثبات على الحقّ. فمن مشكاة حياتها نستلهم العبر في الصمود أمام المحن، والثبات على المبادئ مهما اشتدت الخطوب. إن المؤمن الصادق لا تزعزعه العواصف، ولا تثنيه الشدائد عن طريق الحقّ. فلْنجعلْ من سيرة البتول الطاهرة نبراساً يضيء دربنا، ومن صبرها زاداً يقوّي عزائمنا. وإذ نستذكر هذه الأيام الحزينة، فإنّنا نستحضر عظم المسؤولية في الحفاظ على تراثها ونهجها. فكل دمعة تنهمر على مصابها إنّما هي شاهد على حبها، وكل نفس يصعد متألماً لفقدها إنّما هو دليل ولاء وانتماء. نسأل الله أن يحشرنا في زمرتها، وأن يجعلنا ممن يسير على نهجها، ويقتفي أثرها في طاعة الله وخدمة دينه.
برچسب ها :
ارسال دیدگاه
تیتر خبرها
-
حدیث الأسبوع
-
مهما اشتدت الخطوب!
-
أوضح آية الله العظمى جوادي آملي: ضرورة إحياء دروس تفسير القرآن والعلوم العقلية في الحوزات
-
ضرورة اهتمام المسؤولين بتوسيع ثقافة القراءة
-
آية الله قاسم: قائدنا العظيم الشهيد السيد حسن نصرالله أعطى حياته للإسلام ناصر الضعيف وحارب القوي كلُّ ذلك على خطّ الإسلام ومن أجله وفي إطار رضاه
تیتر خبرها
-
حدیث الأسبوع
-
مهما اشتدت الخطوب!
-
أوضح آية الله العظمى جوادي آملي: ضرورة إحياء دروس تفسير القرآن والعلوم العقلية في الحوزات
-
ضرورة اهتمام المسؤولين بتوسيع ثقافة القراءة
-
آية الله قاسم: قائدنا العظيم الشهيد السيد حسن نصرالله أعطى حياته للإسلام ناصر الضعيف وحارب القوي كلُّ ذلك على خطّ الإسلام ومن أجله وفي إطار رضاه