هفته‌نامه سیاسی، علمی و فرهنگی حوزه‌های علمیه

نسخه Pdf

الروح المعنوية في الدعاء

کلمات للحیاة

الروح المعنوية في الدعاء

بصرف النظر عن الثواب المترتب على الدعاء، وبصرف النظر عن آثار استجابة الدعاء، فإن الدعاء إذا لم يكن مجرد لقلقة لسان، وإذا انضمَّ القلب إلى اللسان فيه بانسجام، واهتزّت روح الإنسان عند الدعاء، فستكون فيه معنوية روحية عالية، كما لو ألقى المرء نفسه في لجّة نور ساطع فيحس عنئذٍ بغلاء جوهر الإنسانية، وعندئذ يدرك جيداً أن الأشياء الصغيرة التي كانت في سائر الأوقات تشغله وتستأثر باهتمامه، كم هي تافهة وحقيرة وزهيدة. عندما يمد الإنسان يَدَ السؤال لغير اللّٰه ، يحس بالمذلّة والهوان، ولكنه إذا طلب من اللٍٰه أحسَّ بالعِزّة.
لذلك فالدعاء طلبٌ ومطلوب، وسيلةٌ وغاية، مقدمةٌ ونتيجة. لم يحب أولياء اللّٰه شيئاً أكثر من حبّهم الدعاء، فكانوا يعرضون كل طلباتهم وأمانيهم على محبوبهم الحقيقي، وهم يولون طلباتهم من الأهمية بالقدر الذي يولونه لنجواهم مع اللّٰه ، دون أن يحسّوا بتعبٍ ولا نصب، وقد عبّر عن ذلك أمير المؤمنين علي عليه السلام في خطابه لكميل النخعي: "هَجَم بهم العِلم على حقيقة البصيرة وباشروا روح اليقين، استلانوا ما استوعره المُترَفون، وأَنِسوا بما استوحش منه الجاهلون، وصَحِبوا الدنيا بأبدانٍ أرواحها مُعلَّقة بالمحل الأعلى" بخلاف القلوب الصدئة المسودّة المغلقة المطرودة من رحاب اللّٰه.
المصدر: محاضرات في الدين والاجتماع، الشيخ الشيخ مرتضى المطهري قدّس سرّه ، الدار الإسلامية - بيروت، الطبعة الثانية - 1429هـ (2008م)، 119.

برچسب ها :
ارسال دیدگاه